Nuclear Abolition News and Analysis

Reporting the underreported threat of nuclear weapens and efforts by those striving for a nuclear free world.
A project of The Non-Profit International Press Syndicate Group with IDN as flagship agency in partnership with Soka Gakkai International in consultative
status with ECOSOC.

logo_idn_top
logo_sgi_top

Watch out for our new project website https://www.nuclear-abolition.com/

About us

TOWARD A NUCLEAR FREE WORLD was first launched in 2009 with a view to raising and strengthening public awareness of the urgent need for non-proliferation and ushering in a world free of nuclear weapons. Read more

IDN Global News

Remembering Hiroshima For The Sake Of Our Common Future – Arabic

تذكروا هيروشيما من أجل مستقبلنا المشترك

 كتبه منزل الحق*

 طوكيو (إنديبث نيوز) – ذاكرة الإنسان قصيرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتسجيل الحروب والدمارفغالبا ما يتذكر المرء التفاصيل التي لا تعد ولا تحصي للبؤس والمعاناة الإنسانية، كشيء غامض ومجرد؛ شيء بعيدة ومنفصل، لا صلة له علي الإطلاق بالواقع الذي يعيشه.

  وبما أنه ينظر إليها كشيء غامض غير واضح، فمن الصعوبة بمكان أن تعتبر أدلة صلدة وملهمة لاثارة ضميرنا إلى مستوى الصحوةفالإنسان يميل إلى نسيان ما تجلبه الحروب والدمار للبشرية، فورا بعد موجات الحقائق المأساوية التي عادة ما تمهد الطريق للشعور بوضع هادئ نسبيا، على الأقل لفترة قصيرة.

 هذه الطبيعة الهشة للذاكرة البشرية، غالبا ما يعتمد عليها أولئك الذين يميلون إلى دفع البشرية نحو محو الذاكرة من أجل تسهيل العودة الى الوراء ودفع عجلات التقدم لمسار عكسي من أجل مصالح مجموعات كبيرة.

 هذا هو السبب في أن أصبحت الحروب والتدمير الذاتي جزءا لا يتجزأ من رحلة الإنسان الأبدية في سعيه لحياة سلمية وهادئة.

 يمكن أن تُعزى الأسباب الحقيقية لكثير من مثل هذه الإخفاقات، مرة أخرى، لعدم قدرتنا على فهم أعمق للمعاناة الإنسانية التي تجلبها الحروب دائماوطالما واصلنا تجاهل واقع هذا العمق، فسوف يبقي حلم تحويل السيوف إلى محاريث حلما مؤجلا دائما، بل وبعيد المنال الآن أكثر من أي وقت مضى.

 وهنا، مرة أخرى، يمكن أن تلعب الذاكرة دورا هاما جدا؛ دور من شأنه أن يساعدنا، على الأقل من حيث القيمة الحقيقية، علي فهم عمق المأساة التي قد تجلبها الحرب في وقت لدينا قدرات مدمرة تفوق أضعاف أضعاف ما يمكن تصوره.

 بالذات إنطلاقا من هذا الفهم، يقدم أربعة عشر من الناجين من القنبلة الذرية الذي ُقصفت بها هيروشيما في أغسطس 1945، مساهمة بطولية بطرقهم أبواب ضمائرنا، وذلك من خلال التذكر وسرد ذكريات سنوات المراهقة البريئة التي مزقها الجهنم الذي فتحت أبوابه عليهم علي مصراعيه ذلك الصباح المشؤوم.

 في هذا الشأن، يعتبر توقيت نشر الكتاب الذي أصدرته في مارس الأخير، لجنة هيروشيما للسلام التابعة لمنظمة سوكا غاكاي، بعنوان هيروشيما الصمت المكسور، مواتيا للغايةفهو يستبق بالقدر الكافي الذكرى السنوية السبعين لتدمير هيروشيما وناغازاكي.

 هذا النوع من الكتب هو بمثابة التاريخ الشفهي الذي يسرد روايات الناجين الأربعة عشر من القنبلة الذرية التي أسقطت علي هيروشيما، والذين ولدوا بين عامي 1927 و 1939.

 كل منهم نجا من أهوال أعقاب القصف الذري، وعاش حياة طويلة على الرغم من تحمل جراح شديدة سواء في أجسامهم أو في أذهانهم.

 لم يكن الطريق أمامهم معبدا، فقد كان عليهم الخضوع لعلاج طبي لمدى الحياة، نجح في معظم الحالات في تضميد الجراح البدنية التي لحقت بهمومع ذلك، فقد كان الموقف التمييزي الضمني الذي لاقاه العديد من الناجين لدي المجتمع ربما أكثر إيلاما من المعاناة الجسدية، وبل وعّمق في عقولهم أكثر فأكثر الندوب المؤلمة لفترة طويلة جدا.

 لقد كانت الفترة التي تلت التفجير النووي فترة إرتباك وفوضى في اليابانوأصبحت الفترة الفوضوية لما بعد الحرب، وكذلك التذكير المستمر بالخبرات الكابوسية للناجين من القنبلة الذرية، نوعا من المحرمات بعد أن خضعت اليابان للاحتلال، وجراء عدم رضاء المنتصرين، بطبيعة الحال، عن الكشف عن أفعال الشر التي إرتكبوها.

 علاوة على ذلك، تسبب الذعر القاتل وأشكال التشويه البدني في إجبار العديد علي التعايش مع العقد الناجمة عن ذلك في أذهانهم أيضا، فبدأوا تدريجيا في إغلاق أبواب تلك الذكريات المأساويةوأطبق الكثيرون منهم الصمت عن التجارب التي عانوها من تلك المأساة.

 لكن لحسن الحظ بالنسبة للعالم، قرر عدد كبير من الناجين في وقت لاحق كسر حاجز الصمت وسرد ما عاشوه وعانوهوحكي كل من الأربعة عشر روايته في كتاب هيروشيما الصمت المكسور” روايات فريدة من نوعها عن مدى المعاناة الحقيقية للناجين.

 يتذكر تاداشي كيهارا” بوضوح مشهدا مأساويا لازمه من ذلك الإنفجار النوويفعلى الرغم من إصابته جراء القصف الذري، واصل المساعدة في عمليات البحث عن الأهالي المحاصرين والمصابين في هيروشيما.

 وأثناء بحثه عن ضحايا القصف النووي، سمع كيهارا” بكاء يتسول للحصول على جرعة من الماءكان صوتا ضعيفا ولكن كثيفاوبإقترابه من مصدر الصوت، رأي امرأة مصابة بحروق شديدة، تحمل رضيعا بين ذراعيهاكانت مصابة بحروق خطيرة في جميع أنحاء جسدها، وكان الطفل كان يمسك بحلمة أمه على شفاه.

 وبمزيد من التدقيق والإمعان، إكتشف كيهارا” الواقع، فرأي أن الطفل مات بالفعل، وأنه ربما كان رفض الأم قبول هذه الحقيقة هو الذي جعلها تواصل حمل الرضيع ميتا كما لو كانت لا تزال تغذيه بحليبها.

فيشرح كيهارا“: “لم يكن هناك شيئا يمكن أن أفعله بالنسبة لهااعتذرت ومشيت بعيدا عنه… وهذا لا يزال يسبب الألم في قلبي“.

 أسدل كيهارا” أيام شبابه الستار علي حقيقة أنه أحد الناجين من القنبلة الذريةلكنه بعد بلوغه 65 سنة من العمر، غيّر موقفه وقرر سرد ما حدث له للأجيال المقبلةما يريده الآن هو عدم السماح للشباب بنسيان تلك التجربة الرهيبة التي أصابت تلك الأم بجروح بالغة والتي مع ذلك حضنت طفلها ميتا إلي جسدها المحروق وتسولت الحصول على جرعة من الماء.

الناجون الأربعة عشر كانوا كلهم في حينه فتيانا في سن المراهقة ومفعمون بالحيوية والطاقةفحطمت القنبلة الذرية لا فقط أحلامهم في مستقبل مشرق، ولكنها أيضا غيرت مجرى حياتهم بطريقة لم يكن يتوقعونها حتى في كوابيسهم.

 

ثم هناك حالة شوسو كاواموتو” الذي أدرك انه اصبح واحدا من يتامى القنبلة الذرية علي هيروشيما عندما عاد للبحث عن والديه بعد ثلاثة أيام من القصفكان كاواموتو” يبلغ من العمر 11 سنة، وكان المكان الوحيد الذي إستطاع اللجوء إليه هو معبد يقدم الطعام مجانا، ولكن ليس بما يكفي لملء بطنه الجائعة.

 فيما بعد، أصبح كاواموتو” واحدا من يتامى الشوارع الذين يناضلون لمجرد البقاء على قيد الحياة، وإضطر أحيانا إلي سرقة كعك الأرز من الباعة المتجولي الذين كانوا يعملون لحساب عصابات كانت تستغل أطفال الشوارع في ذلك الوقت.

 وتفيد روايته أيضا أنه قبل القصف النووي، كان قد تم اجلاء حوالي 8،600 من طلاب المدارس الابتدائية في هيروشيما الى الريفمن هذا المجموع، أصبح 2،700 طفلا يتامي، وحالف الحظ فقط 700 منهم بما يكفي لإيجاد أماكن لهم في دور الأيتام، في حين تحول البقية إلي أطفال شوارع.

 ما يربط بين كل هؤلاء الناجين الأربعة عشر ليس فقط المعاناة المشتركة بينهما، ولكن أيضا العزلة التي فرضوها على أنفسهم لفترة طويلة جدا من الصمتوما حثهم الآن على كسر حاجز الصمت هو الرعب الجديد الذي شاهدوه إثر كارثة فوكوشيما النووية في مارس 2011. فمنذ ذلك الحين أخذوا علي عاتقهم مسؤولية إطلاع المواطنين علي مدى الأضرار الذي يمكن أن تسببها التداعيات النووية.

 وأما ماتسويكي شيموا، أحد الناجين الذين يخبرنا أن مشاهدة عمال فوكوشيما في برنامج تلفزيوني يذكره بما حدث لشقيقه بعد أيام قليلة من القصف، وهو ما حدا به أن يسرد جانبه من رواية البقاء على قيد الحياة والموت بعد الإشعاع.

 كان شقيقه الأصغر أكيو” يبلغ من العمر مجرد 13 سنة وكان يسير في الشارع وقت الإنفجار الذري جنبا إلى جنب مع صديقه ناكامورا“. دمرت سيارة تماما، ومع ذلك نجا الإثنان وعادا إلي بيوتهما.

 وهنا يقول شيموا” ما حدث بعد ذلك: “بعد حوالي 20 يوما بدأ شعر أخي في السقوط وظهرت بقع حمراء في جميع أنحاء جسده… كتفه وذراعاه كانوا مثل عيدان… كان أخي الوحيد هذا في سن مجرد 13 عاما، لكنه بدا وكأنه رجل عجوز عندما وافته المنيةسمعت في وقت لاحق أن صديقه ناكامورا توفي في اليوم نفسه“.

 لقد جاءت مبادرة تسجيل شهادات الناجين من القنبلة الذرية في الوقت المناسب من قبل مؤتمر هيروشيما للسلام الذي تعقده منظمة سوكا غاكاي“. فيؤمن هذا المؤتمر بأن إنهاء العصر النووي لن يأتي ما لم تتم تعبئة الرأي العام بقوة لكسب الدعم الضروري لإلغاء النووي.

 هيروشيما الصمت المكسور” هو المجلد الثامن من نوعه الذي يتناول شهادات الناجين من القنبلة الذرية علي هيروشيما، وأول كتاب من نوعه ينشر بعد كارثة فوكوشيما.

 وقرر مؤتمر هيروشيما للسلام لمنظمة سوكا غاكاي” سوكا نشره بالترجمة الإنجليزية سعيا وراء إيصال أصوات الناجين من القنبلة الذرية على نطاق واسع خارج اليابان أيضا، خاصة في وقت تقترب فيه ذكري مرور سبعين عاما علي تلك الكارثة القاتلة من صنع الإنسان، مما يجعل من نشره مناسبا لتذكير البشرية لا فقط بأهوال الماضي، وإنما أيضا بالمسار الذي يتحتم اتخاذه لوقف السباق المميت… سباق تدمير البشرية.

 *منزل الحق، صحفي من نغلاديش، مؤلف ثلاثة كتب باللغة البنغالية عن اليابان وغيرها من المواضيعانتقل إلى اليابان في عام 1994 بعد أن عمل في مركز الأمم المتحدة للإعلام في دكا وخدمة بي بي سي” العالمية في لندن.

 

Search

Newsletter

Report & Newsletter

Toward a World Without Nuclear Weapons 2022

Scroll to Top